قصر النظر: الأسباب، الأعراض، وطرق العلاج
يُعد قصر النظر من أكثر مشاكل الإبصار شيوعًا في العالم، حيث يعاني منه ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار. يُعرف طبيًا باسم "Myopia"، وهو حالة تؤدي إلى عدم وضوح الرؤية عند النظر إلى الأجسام البعيدة، بينما تبقى الرؤية القريبة واضحة.
يتطور قصر النظر عندما يكون شكل العين أطول من الطبيعي أو تكون القرنية أكثر انحناءً، مما يؤدي إلى تركيز الضوء أمام الشبكية بدلاً من أن يكون عليها مباشرة. في هذا المقال، سنتعرف على أسباب قصر النظر، أعراضه، أنواعه، وطرق علاجه والوقاية منه.
ما هو قصر النظر؟
قصر النظر هو حالة انكسارية في العين تؤدي إلى صعوبة رؤية الأشياء البعيدة بوضوح، بينما تظل الرؤية القريبة جيدة. تحدث هذه المشكلة بسبب زيادة طول كرة العين أو زيادة تحدب القرنية، مما يؤدي إلى انحراف الضوء وتركيزه أمام الشبكية بدلاً من التركيز عليها.
يبدأ قصر النظر عادةً في مرحلة الطفولة أو المراهقة، ويمكن أن يتفاقم مع مرور الوقت، لكنه يستقر عادة بعد سن 20-25 عامًا.
أسباب قصر النظر
توجد عدة عوامل قد تساهم في الإصابة بقصر النظر، منها:
العوامل الوراثية – إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يعانيان من قصر النظر، فمن المرجح أن يصاب به الأطفال أيضًا.
استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة – كثرة النظر إلى الشاشات مثل الهواتف والحواسيب قد يزيد من خطر الإصابة بقصر النظر.
قلة التعرض لأشعة الشمس – الدراسات تشير إلى أن الأطفال الذين يقضون وقتًا أقل في الهواء الطلق يكونون أكثر عرضة للإصابة بقصر النظر.
القراءة المكثفة أو العمل عن قرب لفترات طويلة – مثل القراءة المستمرة أو استخدام الأجهزة الذكية بدون راحة للعين.
أسباب بيئية – مثل الإضاءة غير الكافية أثناء الدراسة أو العمل.
أعراض قصر النظر
قد تختلف الأعراض من شخص لآخر، لكنها تشمل عادةً:
عدم وضوح الرؤية عند النظر إلى الأشياء البعيدة مثل اللوحات الإعلانية أو التلفاز.
صعوبة رؤية الكتابة على السبورة في المدرسة.
إجهاد العين والصداع خاصة بعد التركيز لفترات طويلة.
الحاجة إلى تضييق العينين لرؤية الأجسام البعيدة بوضوح.
الشعور بالتعب عند القيادة ليلاً.
إذا لاحظت أيًا من هذه الأعراض، فمن الأفضل زيارة طبيب العيون لإجراء فحص شامل.
أنواع قصر النظر
يمكن تصنيف قصر النظر إلى عدة أنواع، وفقًا لحدة الحالة:
قصر النظر البسيط
يكون خفيفًا، ويتراوح بين -0.25 إلى -3.00 ديوبتر.
لا يسبب مشاكل خطيرة ويمكن تصحيحه بسهولة بالنظارات أو العدسات اللاصقة.
قصر النظر المتوسط
يتراوح بين -3.00 إلى -6.00 ديوبتر.
قد يسبب إجهادًا بصريًا أكبر ويحتاج إلى تصحيح مستمر.
قصر النظر الشديد (المرضي)
يتجاوز -6.00 ديوبتر.
قد يرتبط بمضاعفات مثل انفصال الشبكية، اعتلال الشبكية، أو الجلوكوما.
طرق علاج قصر النظر
1. النظارات الطبية
أكثر الحلول شيوعًا، وتوفر تصحيحًا فوريًا للرؤية.
تأتي بعدسات مختلفة حسب درجة قصر النظر.
2. العدسات اللاصقة
توفر مجال رؤية أوسع مقارنة بالنظارات.
تحتاج إلى عناية خاصة بالنظافة لتجنب التهابات العين.
3. جراحة تصحيح الإبصار (الليزك والليزر)
تشمل تقنيات مثل الليزك (LASIK) وPRK وSMILE، والتي تغير شكل القرنية لتصحيح قصر النظر.
مناسبة للأشخاص الذين يرغبون في الاستغناء عن النظارات أو العدسات.
4. العدسات الداخلية القابلة للزرع (ICL)
خيار للأشخاص الذين لا يناسبهم الليزك بسبب سمك القرنية غير الكافي أو الدرجات العالية من قصر النظر.
5. التحكم في تطور قصر النظر عند الأطفال
قطرات الأتروبين منخفضة الجرعة – تبطئ تطور قصر النظر.
عدسات لاصقة خاصة مثل عدسات الأورثوكيراتولوجي (Ortho-K) التي تُلبس أثناء النوم لتصحيح شكل القرنية مؤقتًا.
مضاعفات قصر النظر الشديد
في الحالات الشديدة، قد يؤدي قصر النظر إلى مشاكل صحية خطيرة مثل:
انفصال الشبكية – بسبب الاستطالة الزائدة للعين.
اعتلال الشبكية الميوقي (Myopic Retinopathy) – تلف في أنسجة الشبكية.
المياه الزرقاء (الجلوكوما) – ارتفاع ضغط العين وزيادة خطر تلف العصب البصري.
إعتام عدسة العين (الكاتاراكت) – تزداد احتمالية الإصابة به مع تقدم العمر.
طرق الوقاية من قصر النظر أو الحد من تطوره
على الرغم من أن العوامل الوراثية تلعب دورًا كبيرًا في قصر النظر، إلا أن هناك بعض الخطوات التي يمكن اتباعها للحد من تطور الحالة:
تقليل وقت استخدام الشاشات – تجنب الجلوس لساعات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية دون فترات راحة.
اتباع قاعدة 20-20-20 – كل 20 دقيقة، خذ استراحة لمدة 20 ثانية، وانظر إلى شيء يبعد 20 قدمًا (6 أمتار).
التعرض لضوء الشمس الطبيعي – قضاء ساعتين على الأقل يوميًا في الهواء الطلق قد يقلل من خطر الإصابة بقصر النظر عند الأطفال.
تحسين إضاءة العمل والدراسة – العمل في أماكن ذات إضاءة جيدة لتقليل إجهاد العين.
اتباع نظام غذائي صحي – تناول أطعمة غنية بفيتامين A وC وE مثل الجزر والخضروات الورقية لتحسين صحة العين.
ممارسة تمارين العين – مثل التركيز على أشياء قريبة وبعيدة لتقوية عضلات العين.
الخاتمة
قصر النظر هو حالة شائعة لكنها قابلة للتصحيح بسهولة، سواءً من خلال النظارات، العدسات اللاصقة، أو جراحات تصحيح الإبصار. ومع ذلك، فإن الاكتشاف المبكر واتخاذ إجراءات للحد من تفاقمه مهم جدًا، خاصة عند الأطفال. إذا كنت تعاني من صعوبة في رؤية الأشياء البعيدة أو لديك تاريخ عائلي لقصر النظر، فمن الأفضل مراجعة طبيب العيون بانتظام للحفاظ على صحة بصرك.